وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)أل عمران
وصلتني هذه الرسالة عبر الاميل فأحببت ان أنقلها لكم
جمع جنكيز بناته الستة بين يديه وضمهم الى صدره ، انها لحظة الوداع الاخيرة في
طريقه الى سفينة مرمرة ، في العادة كانت الكبيرات منهن يخجلن من هذا الحنان
الفريد ، ولكنه في هذه المرة اتسعت ذراعاه لتطوق الجميع ، بناته الستة وولده الوحيد
، كانت ايدي الجميع تجوس كتفي الاب وعنقه ولحيته القصيرة ووجنتيه ، وكان احساسا
غامرا بانه سيكون الوداع الابدي الاخير ، فلطالما حدثهم الاب الذي كان يؤمهم لصلاة
الفجر بجرائم صهيون ومخططاتها والتي نالت من دولة الخلافة انتقاما من خليفتها الذي
قبل الاسر على ان يبيع فلسطين لبني صهيون ،احدى بناته تركت ورقة دستها في جيبه
تقول فيها : اذهب حتى لو عاد منك اسمك فقط، اذهب الى فلسطين.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] لم يكن جنكيز ذاك الرجل الغني الذي يمتلك العقارات والارصدة والقنوات الفضائية
والبنوك والسيارات ، وانما كانت ثروته الوحيدة عربة يضع عليها بضاعته باعتباره بائعا
متجولا لايزيد دخله عن حاجته ليوم الغد الا رأسمال الغد، ولم يكن لديه شيئا مخبوءا
لبناته ووحيده المدلل ، والشيء الوحيد الذي تركه لهم قبل مغادرته عتبة البيت ....هو
الله وحده وركعتين دعا فيهما ربه ان يقبله في عداد الشهداء ، واستودع الجميع الله وغاب .
في سفينة مرمرة وعلى سطحها شهد له من كان بجواره انه كان من اطيب الناس
صحبة واشدهم ذكرا لله ، وعندما هاجم القراصنة الصهاينة المركب مرمرة ، وشاهد
بعينيه القتلة يهاجمون المركب فانه قذف بنفسه ليرد هذا الهجوم ،بعد ان قرأ رسالة
اولاده ، عدد كبير من المتضامنين العرب ارادوا الخروج دفاعا عن المركب ومافيه ، ولكن
جنكيز ومعه الاخوة الاتراك منعتهم حميتهم وغيرتهم ان يتركوا اخوانهم العرب يقتلون
على سطح مرمرة ، قائلين انكم دفعتم الثمن طويلا وجاء دورنا ، وبيديه حاول منع سقوط
المركب الاعزل من السلاح ، ولكن يديه العاريتين وصدره العاري لم يستطع ان يصد زخات
الرصاص التي انهمرت عليه ،وسقط جنكيز وهو يردد الشهادتين، ونزف دمه غزيرا وابتل
العلم الفلسطيني الذي حمله وابتل معه هلال العلم التركي الابيض، وظل ينزف حتى
ارتفعت روحه الطاهرة.
عاد جثمان جنكيز مع اصحابه واخوانه من الشهداء ، واستقبله عشرات الآلاف من ابناء
تركيا ، وفي نفس اليوم اعلن في بلد عربي عن نتائج ستار اكاديمي، وكان الفائز من
سورية ، وفي نفس اليوم الذي خرجت فيه تركيا لاستقبال الشهداء ، كان الآلاف من
ابناء مدينة دمشق يستقبلون بطل ستار اكاديمي .
صورتان لواقع متغير ، الاولى لتركيا المتغيرة والتي رفض ابنائها ان يقتل العربي والعربية
على المركب مرمرة مضحين بانفسهم في سبيلنا ، وصورة اخرى لجيل عربي كبير
يرسل سبعين مليون رسالة لدعم برنامج فني وربما معظمهم لم يسمع بسفن الحرية
اصلا ، فهنيئا لتركيا بنهضتها ، وهنيئا للعرب بخيباتهم